کد مطلب:103523 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:129

خطبه 088-مردم پیش از بعثت











[صفحه 27]

حول الرسول الاعظم صلی الله علیه و آله و سلم و اتباعه علیه السلام له صلی الله علیه و آله. (ارسله) الله سبحانه (علی حین فتره من الرسل) الفتره الفاضله بین الشیئین، فقد جاء الرسول صلی الله علیه و آله بعد ما انقضی عن رساله عیسی حوالی خمسمائه سنه، لا كانبیاء بنی اسرائیل الذین ارسلوا تباعا. (و طول هجعه من الامم) الهجوع النوم، كان الامم كانت نائمه عن المعارف الحقه و المعلومات الالهیه فجاء النبی صلی الله علیه و آله و سلم لا یقاظهم و اعاده الحق الی نصابه. (و اعتزام) ای غلبه (من الفتن) فان الفتته تقوم كلما تقلص الدین من النفوس اذ الدین خیر رادع عن الفتن و اسبابها و جذروها. فاذا ذهب الدین انتشر الامر بین اهواء الناس مثلا الدین یقرر ان مهر السنه خمسمائه درهم، اما اذا لم یكن دین فقانون یغالی فیه الی حدود مدهشه، و قانون یخفض منه الی حدود زهیده و هكذا. (و تلظ من الحروب) تلظت الحرب، ای اشتعلت، و التهیت، و كلما بعد الناس عن الدین كثرت الحروب، لانها و لائد الفتن، و عدم استقرار النظام، و هما من ثمار عدم الدین. (و الدنیا كاسفه النور) فكما ان النور اذا كان، یری الانسان الاشیاء كذلك الدین سبب لرویه المضار و المصالح و

الخیرات و الشرور، فاذا فقذ الذین لم یكن للدنیا نور (ظاهره الغرور) الناس مخدوعون بها اذا ثقافه دینیه لهم حتی یخرجوا عن الاغترار الی التبصر و التفكر (علی حین اصفرار من ورقها) فالدنیا كالشجره اذا كانت مع دین كانت مخضره للنشاط و الحیاه و الصفحه التی یولدها الدین فیها، و الا كانت بالعكس (و ایاس من ثمرها) فان الدنیا اذا كانت مضطربه لا تثمر الثمر المطلوب منها من التقدم و الامن و الرخاء. (و اغورار من مائها) كنایه عن عدم النضاره و البهجه، او ان هذه الجمله علی نحو الحقیه فان انحراف الارض عن مناهج السماء توجب عدم جریان الانهار، و قله الثمار، و اصفرار الاشجار، و هذا كما انه مربوط بالامور الغیبیه كذلك مربوط بالمناهج فان الدین یوسع آفاق الفكر، و یضع المناهج الصحیحه، و یوجب التعاون و كل ذلك موجب لعماره الارض. (قد درست) ای خلقت و بلیت (منار الهدی) المنار المحل الذی یوضع علیه المصباح، لیری الانسان طریقه، فی الیل، و هذا جنس و لذا جی ء بالفعل مونثا، كالمثل (اهلك الناس الدرهم البیض و الدینار الصغر) (و ظهرت اعلام الردی) ای رایات الضلاله الموجبه للهلاك و الشقاء. (فهی) ای الدنیا (متهجمه لاهلها) من تهجم بمعنی استقبله بوجه عابس كریه

(عابسه) ای قابضه اشمئرازا (فی وجه طالبها) لا تسعد الطالب و لا تفی بما یرید الانسان من الخیر و السعاده (ثمرها الفتنه) فان المناهج اذا انحرفت- و ذلك من جراء عدم الانبیاء و سلطه الجبارین- كثرت الفتن و الاضطرابات (و طعامها الجیفه) فقد كانوا یاكلون الجیف، لقله ارزاقهم. (و شعارها الخوف) ای كان الناس یخاف بعضهم من بعض، و الشعار هو الثوب اللاصق بالشعر من الجلد- و منه سمی شعارا- و شبه به الخوف لانه فی قلب الانسان لاصق به، و ذلك لان الاضطراب یوجب خوف جمیع افراد الانسان بعضهم من بعض. (و دثارها السیف) الدثار هو الثوب الذی یلبس فوق الشعار، و المجتمع اذا كان خائفا كان یحمل السلاح وقایه لنفسه عن الاعداء. اقول: و قد عادت فی ایامنا هذه الحاله- كما قال الامام علیه السلام- حیث ابتعد الناس عن الاحكام، و هذا طابع عام لزمان الجاهلیه. (فاعتبروا عباد الله) ای خذوا العبره- للعمل الصالح - من تلك الفتره المظلمه، و الاعتبار انما هو لعدم اعاده تلك الظروف، بسبب ترك احكام الله سبحانه. (و اذكروا تیك) الاعمال السیئه و العقائد الباطله (التی آباوكم و اخوانكم بها مرتهنون) فانهم رهائن اعمالهم فاذ قد كانوا اسائوا خسروا السعاده فی الدنیا و الاخره

، فلا تعلموا مثل اعمالهم حتی یصیبكم مثل ما اصابهم (و علیها محاسبون) فی الاخره (و لعمری) هذا حلف بنفسه الشریفه (ما تقادمت بكم و لا بهم) بالاباء و الاخوان (العهود) فانكم تذكرون عهد ما قبل الرساله و الفجائع التی كنتم و كان آبائكم جمیعا فیها (و لا خلت) ای لم تمضی، من خلا بمعنی مضی (فیما بینكم و بینهم) ای بین الاباء و الاخوان (الاحقاب) جمع حقب ثمانون سنه او اكثر (و القرون) القرن هو مده جیل واحد، فقالوا مائه، و قالوا اقل. و المعنی: ان الاباء والاخوان الذین كانوا فی تلك الظلمات، قریبون منكم زمانا، فهم بین اب و اخ و جد و ما اشبه. (و ما انتم الیوم من یوم كنتم فی اصلابهم ببعید) و انما الفصل اقل من خمسین سنه، و اصلاب جمع صلب و هو العظم الذی فی ظهر الانسان، و هو محل منی الرجل، قال سبحانه: (یخرج من بین الصلب والترائب). (و الله ما اسمعهم) ای الاباء و الاخوان الذین عاصروا قبل الرساله و حین الرساله و راوا الزمانین (الرسول شیئا) من الحكم و الاحكام و المواعظ والنصائح (الا و ها انا ذا الیوم مسمعكموه) ای ابین لكم ما بین الرسول لابائكم و اخوانكم. (و ما اسماعكم الیوم بدون اسماعهم بالامس) یعنی انكم تسمعون كما كان اصحاب الرسول صلی

الله علیه و آله یسمعون فاللازم ان تعملوا كما كانوا یعملون (و لا شقت لهم الابصار) حیث ان البصر محاط بالوجه الممتد، فكانه قد شق فی وسط شی ء متسو (و لا جعلت لهم الافئده) جمع فواد و هو القلب (فی ذلك الاوان) ای اوان حیاه الرسول صلی الله علیه و آله و سلم. (الا و قد اعطیتم مثلها فی هذا الزمان) فانتم و ایاهم سواء فی وجوب العمل كما انی كالرسول صلی الله علیه و آله فی الوعظ و الارشاد. (و الله ما بصرتم بعدهم) ای بعد اصحاب الرسول صلی الله علیه و آله و سلم (شیئا جهلوه) حتی یكون عذركم فی عدم العمل انهم انما عملوا لانهم جهلوا عفو الله و غفرانه- مثلا- و انتم عالمون بذلك فتعلمون انه لا اهمیه للعمل (و لا اصفیتم به) ای بشی ء (و حرموه) بان یكون سبب عدم عملكم انكم مخصوصون بامر ینجیكم، مما لم یكن لاولئك ذلك الامر. بل انتم احق بالعمل (و) ذلك لانه (لقد نزلت بكم البلیه) ای المصیبه و هی التفرق و التشتت و الفتن التی نجمت من سوء تصرف عثمان الذی ادی الی قتله (جائلا) من الجولان و هو الحركه (خطامها) هو ما یجعل فی انف البعیر لینقاد به، و هذا كنایه عن الاضطراب و عدم الاستقرار، فان البعیر اذا كان جائل الخطام كان غیر متجه الی وجهه معینه (رخوا

بطانها) البطان حزام یجعل تحت بطن البعیر، لیستقر القتب فوق ظهره، فاذا كان رخوا القی الراكب غثا و ارهاقا (فلا یغرنكم ما اصبح فیه اهل الغرور) ای لا یخدعكم عن الایمان و العمل الصالح ما ترون من نعمه اهل الدنیا، فتظنون ان ترك الدین یودی الی الخیر و النعمه (فانما هو) ای ما فیه اهل الغرور من النعم (ظل ممدود) لا حقیقه له و لا بقاء بل (الی اجل معدود) قد عدت مدت بقائها، ثم تزول بموتهم، او زوال نعمتهم.


صفحه 27.